Read the magazine Online  تصفح المجلة مجان

April 2024
S M T W T F S
31 1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30 1 2 3 4

العوامل المؤثّرة في إنتاج البيض ذو الصفارين

  double yolk eggs hen nest 1078847984
   

إعداد: ا.م. د. كرار عماد عبد الصاحب الشمري

قسم تقنيات الانتاج الحيواني، الكلية التقنية / المسيب، جامعة الفرات الاوسط التقنية، العراق

تعتبر حالة البيض ذو الصفارين(eggsdouble-yolked) من الظواهر المهمة النادرة حدوثاً في قطعان  الدّواجن البيّاضة التجارية حيث أنّه عموماً مايقارب 1-2% من البيض يكون متميّز باحتوائه على صفارين على مدى  فترة إنتاج البيض (laying cycle.)إنّ انتاج مثل هكذا نوع من البيض يكون متأثراً بعوامل شتّى التي من أهمّها تشمل الوراثة (genetics) والإنتخاب (selection) لإباضات متعدّدة(multiple ovulations) وعمر الدّجاجة البيّاضة(female age) ومدى التّعرّض إلى الضوء(light exposure) والتغذية(nutrition). 

حيث أنّ من المعروف إلى الزيادات الحاصلة في أوزان الجسم هو كنتيجة لعمليات الانتخاب المكثّف وإنّ هذا بدوره أدّى إلى ارتباطه بزيادة حدوث حالات الإباضة المتعدّدة. إنّ حدوث حالة إنتاج البيض ذو الصّفارين هو نتيجة للإباضات المتعدّدة والتي تكون أكثر شيوعاً في الأسابيع العشرة الأولى من دورة إنتاج البيض (laying) عندما تتطوّر الحويصات (follicles) بشكل أزواج(pairs)بسبب أنّ 25% من العمليّات التّنظيمية لنضج الحويصلات والإباضة تكون غير منتظمة بشكل كامل. إنّ هذا التنظيم يشمل التغيرات الفسلجية (physiological)والصّمية (endocrinological) التي يتوسّطها الضوء والإدارة خلال فترات التّربية وعمليّة وضع البيضة(laying) والتي تعتبر هي من الجوانب المحوريّة لتقليل حالة البيض ذو الصفارين. إنّ تقنين التّغذية(restricted feeding) بحدود 50%  من كمّية العلف المقدّم بشكل حرّ(ad libitum)للطيور قد أسهم  في انخفاض إنتاج الحويصلات والاباضات المتعدّدة لذلك فإنّه بدورهأدّى إلى تقليل إنتاج  حالة البيض ذو الصفارين. إنّ العلف يجب أن يحتوي على أقلّ من 16% من نسبة البروتين للسيطرة عل معدّل الزيادة بالوزن ومع هذا فإذا كان إنتاج البيض ذو الصفارين هو الهدف الرئيسي للإنتاج فعليه زيادة نسبة البروتين إلى أكثر من 16% للحصول على أوزان جسم عالية. علاوة على ذلك فإنّه يجب أن يكون التّحفيز الضوئي(photostimulation) بشكل مبكر (6-12 أسبوع) من عمر الدّجاج وزيادة طول الفترة الضوئية (photoperiod) (13- 16 ساعة) و بشدّة ضوئيّة (light intensity)إلى أكثر من 80 لوكس (lux). 

إنّ ظاهرة المحّ (الصفار)  المزدوج (double yolking) هو شائع نسبيّاً في الدّواجن التّجارية والطيور المائيّة (waterfowl) وطيور الطّرائد  (gamebirds). تعتبر حالة البيض ذو الصفارين ظاهرة منتشرة في البلدان الآسيويّة بسبب اعتقادهم أنّ هذه الظاهرة هي علامة من علامات الحظ الجيد في التراث الشعبي الصّيني والياباني. وإنّ لهذه الظاهرة قيمة عالية مقارنةً بالبيض ذو الصفار المنفرد(single-yolked  eggs). في الأسواق الصّينية فإنّ البيض ذو الصّفارين يتميّز بارتفاع تكلفته أكثرمن ستّة إلى ثمانية أضعاف مقارنةً بالبيض ذو الصفار المنفرد. على الرّغم من أنّالبيض ذو الصفارين يعتبر كخسارة في عمليّات التفقيس من جرّاء انخفاض نسبة الخصوبة (fertility) النّسبية وكذلك الإنخفاض الملحوظ في نسبة الفقس (hatchability.) لذلك فإنّ البيض ذو الصّفارين يتمّإزالته من المفاقس بعد عمليّة كشفه في الكومبيوتر قبل عمليّة الحضانة(incubation) في المفاقس التجارية الكبيرة بسبب أنّه هذا النّوع من البيض يشغلحيزاًو طاقة في الحاضنة. تؤثّر العديد من العوامل على عمليّة انتاج هذا النوع من البيض وإنّ هذه العوامل تعمل بمفردها في التّأثير ولكن من حيث الجانب العملي فإنّها تعمل بشكل مشترك وإنّ عملية فهم تلك العوامل يمكن أن يجنّبنا عمليّة إنتاج هذا النوع  من البيض ويمكن أن يدلّنا على الطرق التي بموجبها تقليل حدوث إنتاجه في القطعان التّجارية وفيما يلي استعراض مفصّل على أهمّ تلك العوامل المؤثّرة على إنتاج البيض ذو الصّفارين.

العوامل  المؤثّرة فيإنتاج البيض ذو الصّفارين 

  1. الانتخاب  الوراثي لأباضات متعددة 

إنّ من المعروف أنّ الدّجاج البيّاض المنتخب للإنتاج العالي من البيض يتميّز عموماً بإنتاجه البيض ذو صفارين وكذلك يكون الدّيك الرومي وفرّوج اللّحم المنتخب لمعدّل النّمو السّريعولإنتاج بيض ذو صفارين هو نتيجة الإباضات المتعدّدة الحاصلة فيه. إنّ من الواضح أنّ الزّيادة في عدد حويصلات الصفار (yellow follicles) هو مرتبط مع الإنتخاب لوزن جسم كبير في التّجارب المجراة على الدّجاج والديك الرومي وكذلك في تجارب المقارنة بين الخطوط التّجارية لتلك الأصناف. إنّ العكس أيضاً صحيح  بسببأنّ الإنتخاب للإباضات المتعدّدة يمكن أن ينتج 22% زيادة في وزن الجسم دجاج اللكهورن الأبيض. مع هذا لم يوجد أي اختلافات في عدد حويصلاتالصّفار في بداية وضع البيض لخطوط أمّهات فروج اللّحم الأباء وفرّوج اللّحم المربّى عشوائيّاً المؤسّس من نفس القطيع لمدّة 25 سنة مسبقة. لذلك فإنّ الميل للإباضات المتعدّدة ربما يوجد في خطوط السّلالات المبكرة. بدلاً من ذلك فإنّ من المعروف أنّ الإباضات المتعدّدة يمكن أن تحدث خلال بداية وضع البيض(onset of lay) حتى في حالة الخطوط غير المنتخبةحيث أنّ الإنتخاب الوراثي يمكن أن يطيل من ميل حدوث الإباضة المتعدّدة عند الأعمار المتقدّمة كما هو ملاحظ في الديك الرومي. 

لكشف العلاقة بين الإباضات المتعدّدة ومعدّل النّمو السّريع وإنتاج البيض فإنّه تمّإنتخاب إنتاج البيض ذو الصّفارين باستخدام خطّين من اللكهورن الأبيض (خط DYA وخط  DYB)  لــ 11 جيل من عام 1963 إلى 1975(Abplanalp و آخرون، 1977). بين الجيل الأوّل والعاشر إنّ الانتاج يزداد من 3 بيضات إلى 28 بيضةمتميّزةبصفارين في الخط DYA وكما ازداد الإنتاج من 2 إلى 28 بيضة في الخط DYB واستمرّ هذا لحدّ 40 أسبوع من العمر. إنّ هذين الخطّين المنتخبين تمّ خلطهم مع الجيل العاشر F10 وعند تلك لمرحلة فإنّ البيض ذو الصفارين شكّل نسبة حوالي 23.55% من كلّ البيض المنتج عندما تمّ التعبير عنه كنسبة مئويّة من مجموع الصفار الذي تمّت اباضته لغاية 40 أسبوع من العمر. عند الجيل 11 فإنّ الإنتخاب أسفر في إنتاج تقريباً 30 بيضة ذات صفارين لغاية 40 اسبوع من العمر. بالإضافة إلى ذلك فإنّ الجيل الأوّل الذي تمّ تضريبه مع الخطّين الوراثيين المنتخبين لإنتاج البيض ذو الصفارين قد أظهر إنتاج بيض على أساس إنتاج بيض ذو صفار منفرد  يومي بحدود  140% عند الأسبوع 23 مع ذروة مطابقة بحدود 40% من إنتاج البيض ذو الصفارين في نفس الوقت. 

إنّ معدّل الإباضة كان أعلى بكثير من تلك الملاحظة في الدّجاج البياض الاعتيادي وكنتيجة لذلك قد تمّ ظهور بيض ذو صفار ثلاثي(triple)أو رباعي(quadruple) على مدى الأجيال اللّاحقة. 

إنّ الانتخاب للبيض ذو الصفارين ينتج عنه إنخفاض العدد الكلّي من البيض المنتج و تأخّر في النّضج الجنسي وزيادة في وزن الجسم والذي يكون مماثل إلى نتائج الانتخاب المعمول بها مع دجاج البلايموث روك ( van Middelkoop، 1978). من المثير للإهتمام فإنّالتّربية الدّاخلية(inbreeding) للخطوط المنتخبة لإنتاج البيض ذو الصفارين أنتجت انخفاض بحدود  30-50% في  عدد البيض المنتج ذو الصفارين في حين أنّ التربية الخارجية (outcrossing) لتلك الخطوط مع خط اللكهورن الأبيض المربّى داخليّاً بشكل كبير(highly inbred) بنسبة 95%أدّى إلى انخفاض في الإنتاج  لهذا النوع من البيض بحدود 70%. 

أوضحت التّجارب السّابقة أنّ المكافئ الوراثي لصفة  وضع البيض ذو الصفارين تتراوح من 0.3 إلى 0.5 ولكن الدّراسات الأكثر حداثة أوضحت أنّالمكافئالوراثي يتراوح من 0.25-0.27. إنّ هنالك وجود معامل إرتباط وراثي إيجابي بين البيض ذو الصفارين ووزن الجسم وبين البيض ذو الصّفارن ووزن البيضة أو وزن الصفار. إنّ البيض ذو الصفارين يرتبط سلبيّاً مع أعداد البيض ونسبة الإنتاج في حين لوحظ على العكس من ذلك من أنّ هنالك معامل ارتباط إيجابي قليل أو ضئيل بين إنتاج البيض ذو الصّفارين ونسبة الإنتاج عند المستوى الوراثي (genetic level) والمستوى المظهري (phenotypic level.)

حاولت بعض الدّراسات تحديد الجينات المفردة (single genes) بنجاح أكثر أو أقلّه التي قد تكون مسؤولة عن الإباضات المتعدّدة وإنتاج بيض ذو الصفارين في الطيور الدّاجنة.ففي دراسة قام بها(Dunn) وآخرون (2004) لتحديد ثلاث جينات مرشّحة (candidate genes) (هرمون النّمو، growth hormone) ومستقبل هرمون المحرّرللقند(gonadotrophin-releasing hormone receptor) والببتيد العصبي (neuropeptideY) المرتبطة بالصّفات التّناسلية ولكشف أي منها له علاقة مرتبطة مع إنتاج البيض ذوالصّفارين. إنّ هرمون النّمو (عامل النّمو الشبيه بالانسولين insulin-like growth factor-I) يسيطر على عدد الحويصلات في مبيض الطيور التي تمّ توظيفها لطور النّمو السّريع. إنّ الهرمون المحرّر للقند ومستقبله يبدأن  بسلسلة من الأحداث لإنتاج النمو المناسب والإنضاج وإدامة الغدد التّناسلية(gonads). كما أنّ الببتيد العصبي Y هو معروف بتأثيره على إطلاق الهرمون المحرّر للقند من البروز المتوسّط (median eminence)للدماغ. كما تمّ ملاحظة أنّ هنالك تأثير إضافي لمستقبل الهرمون المحرر للقند وعدد البيض ذو الصّفارين عندما تمّ اختبار نماذج الحيوانات. مع ذلك عندما تمّ عزل الأباء فإنّ هنالك إرتباط (association) بين هرمون النّمو وعدد البيض ذو الصّفارين تمّ ملاحظته في النموذج. لذلك فإنّ هذه النتائج تقترح على أنّ جين مستقبل الهرمون المحرّر للقند يلعب الدور في السيطرة على إنتاج البيض ذو الصّفارين في حين أنّ جين الببتيد العصبي Y يؤثّر على العمر عند أوّل بيضة. كشف  الباحثVieaudوآخرون (2010) دور جين  الخصوبة (fecundity gene) الذي يسمّى BMP15 والذي له دوراً في السّيطرة على الإباضة وفي علاقته مع إنتاج البيض ذو الصفارين وذلك باستخدام سلالة فرعية (subline) من خطّ دجاج اللكهورن الأبيض التّجريبي المنتخب علىأساس زيادة البيض ذو الصفارين. 

  1. عمر الدّجاجة البياضة

عندما تتهيّأ الطيور إلى الموسم التّناسلي فإنّ غددها التّناسلية تنمو وتنضج وتبدأ الحويصلات بالتّطوّر في داخل مبيض الإناث. كون ينمو الحويصلة له ثلاث خطوات متميّزة:

  1. تنظيم الحويصلات البدائية(primordial follicles) والنّمو المبكر للحويصلات الأوّلية (primary)
  2. توظيف(recruitment) الحويصلات الأوّلية لطور النّمو البطيء لتصبح حويصلات بيضاء(white follicles)
  3. انتخاب تسلسل الهرمي(hierarchy)للإباضة والنّمو السّريع للحويصلات ماقبل التّبويض (pre-ovulatory follicles )أي الصّفار 

أشارت الدّراسات إلى أنّ هناك توظيف لأكثر من حويصلة واحدة في نفس المكان أي نفس المرحلة التّطويرية في تسلسل الإباضة الهرمي من خلال فحص حجم الحويصلة في الطيور المقتولة بصورة رحيمة (euthanized birds) أو من خلال حساب أعداد الحلقات التّطويرية (developmentalrings) في صفار البيض المنتج من الطيور المغذّاة على علف محتوى على صبغة خاصّة وعندما يكون هنالك حويصلتان في نفس المرحلة التطويرية فإنّه من الممكنأنّه تم إباضتهما بصورة متزامنة والذي يعرف بالإباضة المتعدّدة (multiple ovulations) والذي بدوره يؤدّي إلى إنتاج بيض ذو صفارين. مع ذلك فإنّه من الممكن أن يكون الصّفارين من مرحلتين متطوّرتين مختلفتين أي ليس ناتج من إباضة متزامنة أن يصبح مدمج بالبيضة ذات الصفارين.  

لاحظ Alvarez و Hocking (2012) أنّ نسبة الحويصلات المتطوّرة كأزواج أكثر من 25% بعد بداية وضع البيض في أمّهات فروج اللّحم ولكنّها انخفضت بعد ذلك إلى 5% عند عمر 40 أسبوع من وضع البيض. إنّ هذا يعدّ تنبّأ بمستوى عالٍ من إنتاج البيض ذو الصّفارين في الطيور الشّابة بعد وضع البيض الذي ينخفض بشكل سريع في أوّل عشرة أسابيع من الإنتاج والذي تمّ تأكيده من خلال الدّراسات السّابقة لأمّهات فرّوج اللّحم والدّجاج البيّاض والبطّ والوزّ حيث لوحظ أنّإنتاج البيض ذو الصفارين ينخفض من بداية وضع البيض في بعض الحالات ويتوقّف في أوّل ثلاثة أشهر من وضع البيض. افترض الباحث Salamon (2015) إلى أنّإنتاج البيض ذو الصفارين في الطّيور الشابّة يكون من جرّاء العوامل الصّمية والفسلجية. إنّ من المعروف أنّ البيض ذو الصّفارين يحتوي على صفار قليل مقارنةً بالبيض أحادي الصّفار وإنّ هذا الصّفارالقليل ربّما يكون غير ناضج ويتمّإباضته بوقت مبكر. إنّ مثل هذا الصفارالقليل يمكن أن يحدث في البيض أحادي الصّفار في بداية وضع البيض. ويمكن أن يكون أنّ التظيم الهرموني لإنضاج الحويصلات والاباضة خارج السّيطرة بشكل تام أي هنالك عدم نشوء لمحور النّخامية والمبيض وتحت المهاد (hypothalamo-pituitaryovarian axis)  ومن المفترض أيضاً وجود وظائف للكبد غيرمرضيّة (unsatisfactory) لإنتاج مواد السّلف للصفار في الطيور الشابة المهيّأة لوضع البيض. إنّ هذا ينطبق بشكل خاص على أمّهات فرّوج اللّحم النّاضجة بشكل مبكر والتي تنتج بيض ذو صفارين مقارنةً بالطّيور النّاضجة بشكل متأخّر. كنتيجة لذلك فإنّالصفار الصّغير ومن المحتمل غير النّاضج منه سيتمّإباضته والذي يدعم الحقيقة بأنّ حجم الحويصلة يزداد من بداية  وضع البيض بينما تنقص نسبة الحويصلات المزدوجة في تسلسل الإباضة.

  1. الضوء 

تضمن الدّورة السّنوية للفترة الضوئية موسمية الفعاليّة التناسلية والعمليّات الفسلجية الأخرى في الطّيور. إنّ التناسل الموسمي يكون مسيطر عليه من قبل محور الغدد التّناسلية النّخامية الصّمية (hypothalamic-pituitary-gonadal axis.) عندما يتمّ إدراك الإشارات الضوئية بواسطة مستقبلات الضوء (photoreceptors)فيالدّماغ العميق (deep brain) فإنّه يتمّ تحفيز إفراز هرمون المحفّز للغدّة الدّرقية ( thyroid-stimulatinghormone )من الجزء الحدبي للنّخاميّة. إنّ الهرمون المحفّز للغدّة الدّرقية يعمل علىخلايا البطانة العصبيّة (ependymal cells)ليحفّزهرمون الثايركسين المنشّط لأنزيم type 2 deiodinase enzyme والذي بدوره يحفّز عمليّة تحويل الثايروكسين إلى ثلاثي يودوثيرونين (triiodothyronine.)إنّ عمليّة إنتاج هرمون ثلاثي يودوثيرونين يؤدّي إلى تخليق وإطلاق الهرمون المحفّز للمناسل (gonadotropin-releasing hormone).إنّالهرمون المحفّز  للمناسل  يحفّز عمليّة تخليق وإطلاق الهرمونات الجنسيّة (gonadotropins) التي تتضمّن هرمون التّبويض (luteinizing hormone) وهرمون المحفّز لنمو الحويصلات المبيّضية (follicle-stimulating hormone) من الفص الأمامي للغدّة النّخامية (anterior pituitary gland)ويكون هذا الهرمونان مسؤولان عن نمو الغدد الجنسيّة وتطوّرها وإنتاج الهرمونات السترويدية الجنسية. إنّالتّحفيز الضّوئي يؤدّي إلى تنشيط الجهاز التناسلي و يهيّأ الطيور إلى موسم التّربية في حين عدم الإستجابة للفترة الضّوئية(photo refractoriness) تثبط من الفعاليّة التّناسلية وتنهي موسم التّربية. إنّ الدّجاج الدّاجن يصبح ناضج جنسيّاً بصورة مبكرة عندما يتمّ تربيته بالتّعريض لفترة أقلّ من 10 ساعات إضاءة مقارنةً بالتّعريض إلى 6 و14 و18 ساعات من الإضاءة وإنّ من المعلوم أنّ طول اليوم الإيقاعي (critical day) لإطلاق هرمون التّبويض المتحفّز بالإضاءة (photoinduced) يكون بحدود 10 و11 ساعات والذي يؤدّي إلى إنتاج عالي من البيض من جرّاء الزّيادة في إفراز هرمون (gonadotropin). مع ذلك فإنّ التّعريض المستمرّإلى ساعات أطول من الضّوء ينتج إنخفاض في تراكيز هرمون التّبويض في البلازما والغدّة النّخامية والذي يؤثّر في حالة تطوّرعدم الإستجابة للفترة الضّوئية وإنخفاض فعاليّة الغدد الجنسيّة. عليه، فإنّ برامج الإضاءة العملي يجب أخذه بنظر الإعتبار ليسمح بتمديد إنتاج البيض وتأخير فترة عدم الإستجابة للفترة الضوئيّة وخمول المبايض إلى حدّ ما. 

كشفت بعض الدراسات برامج الإضاءة المختلفة خلال التّربية وفترة وضع البيض مع تسجيل نتائج خليطة فيما يتعلّق بإنتاج البيض ذو الصّفارين. ففي دراسة Lewis وآخرون (1997) تمّ تعريض الدّجاج البيّاض مبدئيّاًإلى 8 ساعات إضاءة باليوم ثمّ بعد ذلك تمّ تحويلها إلى 10 و13 و16 ساعة إضاءةباليوم خلال فترة التّربية. إنّ حدوث ظاهرة إنتاج البيض ذو الصّفارين تزداد مع الفترات الضّوئية وتنقص مع التّحفيز الضوئي (photostimulation). كما لاحظ  Mokarami وآخرون (2018) أنّإنتاج البيض ذو الصفارين يزداد مع زيادة الفترة الضوئية لطيور أمّهات فرّوج اللّحم التي تمّت تربيتها لمدّة 13 و14 و15 و16 ساعات من الإضاءة بعد التّحفيز الضوئي. لاحظ Spies وآخرون (2000) أنّ الأيّام الطّويلة الغير مقسّمة لعدد ساعات اليوم (ahemeral)مثل دورة 28 ساعة مقسّمة إلى 14 ساعة إضاءة و14 ساعة ظلام قد قلّلت من إنتاج البيض ذو الصّفارين في أمّهات فرّوج اللّحم مقارنةً بدورة 24 ساعة مقسّمة إلى 14 ساعات إضاءة و12 ساعات ظلام. لم يسجّل Gous وCherry (2004) أيّة اختلافات في إنتاج البيض ذو الصّفارين بين أمّهات فروج اللّحم التي تمّ تربيتها لمدّة 17 ساعة متواصلة من الإضاءة لغاية 60 أسبوع من العمر وفي الطيور التي تمّت تربيتها لمدّة 8 ساعات من الإضاءة لغاية 19 أسبوع من العمر والتي تمّت فيها بعد ذلك زيادة 1 ساعة إضاءة في الأسبوع وصولاًإلى 16 ساعة وتمّ الحفاظ عليها لمدّة 60 أسبوع من العمر. قارن Klein وآخرون (2018) تربية الطيور المعرّضة تحت فترات إضاءة 8 و10 و12 ساعات لغاية 21 أسابيع من العمر ولم يجد أيّ فروق معنويّة في إنتاج البيض ذو الصّفارين في فترات وضع البيض المتتالية. كما أقرّLewis وآخرون (2010) بأنّه لاوجود أيّة فروق معنويّة في إنتاج البيض ذو الصّفارين بين أمّهات دجاج فرّوج اللّحم المربّى لفترات 11 و12 و13و14 ساعة من الإضاءة منذ 20 أسابيع من العمر. 

بالاضافة الى ذلك فإنّ الشّدة الضّوئية تؤثّر على إنتاج  البيض ذو الصّفارين، ففي دراسة  قام بها Chmelnična وSolčianska (2007) وجد أنّإنتاج الدّجاج البيّاض للبيض ذو الصّفارين بعمر 25 إلى 54 أسبوع الذي تمّ فحصه لسبعة أنظمة من تكنولوجيا الأقفاص الأرضيّةوبالشّدة الضّوئيّة المقاسة من  20-40 لوكس على الأرضية 1 و3 والشّدة الضوئية بمقدار 120-180 لوكس على الأرضية 4 و5 وبالشّدةالضوئيّة من  80-120 لوكس على الأرضيّة 6 و7 ونتيجة لذلك فإنّ نسبة البيض ذو الصفارين كانت أعلى في الأرضيّة 5 و7 مقارنةً بالأرضية 1 و4.  

الجانب الآخر من الضّوء هو الموسميّة (seasonality)أي عندما تربّى الطّيور تحت ظروف الضّوء الطبيعي. فقد وجد أنّالقطعان التي تصل إلى مرحلة النّضج الجنسي بين شهر مارس وتمّوز فإنّها تضع بيضاً ذو صفارين أكثر معنويّاً مقارنةً بالطّيور التي تصل لمرحلة النّضج الجنسي بين شهري أيلول وكانون الثّاني وذلك عند فحص 16 سلالة من الدّجاج البيّاض التّجاري (Christmas وHarms، 1982). 

  1. التّغذية 

كما هو مذكور أعلاه فإنّ الإنتخاب لوزن الجسم العالي وعدد حويصلات الصّفار التّسلسلي مرتبطة إيجابيّاً في أمّهات فرّوج اللّحم. إنّ انخفاض وزن الجسم الحي يمكن أن يتحقّق من خلال التّغذية المقنّنة في أمّهات فرّوج اللّحم والتّركي والتي أوضحت على أنّ تلك العمليّة يمكن أن تقلّل من عدد حويصلات الصّفار في أمّهات فرّوج اللّحم والدّجاج التّركي. إنّ تقنيّات التّغذية المقنّنة المختلفة يمكن أن يتمّ تطبيقها لتخفيض وزن الجسم الحي.أوضحت الأدلّة أنّ السّيطرة على وزن الجسم الحي جدّاً مهمّ في قطعان الدّواجن التّجارية لإنتاج البيض الطبيعي. إنّ الكشوفات للدّراسات المتعدّدة تدعم هذه الفكرة لأنّعدد قليل من البيض ذو الصّفارين ينتج من أمّهات فروج اللّحم الخفيفة الوزن. مع ذلك لم تكشف دراسات أخرى أي اختلافات بين إنتاج البيض ذو الصفارين في الطّيور الثقيلة  والخفيفة الوزن. من المثير للإهتمام وجد في دراساتأخرى أنّأمّهات فرّوج اللّحم بوزن جسم قليل تنتج بيض ذو صفارين بشكل أكثر مقارنةً بالطيور ذات الوزن المعتدل وفي حين أنّإنتاج البيض ذو الصّفارين للطيور ذات أوزان جسم عالية كان يتوسّط الإثنين حيث كان لسلالة دجاج التّسمين تأثيرمربك في ذلك.هنالك دليلعلى أنّ تركيبة العلف تؤثّر على إنتاج البيض ذو الصفارين. حيث لوحظ أنّ المستويات العالية من البروتين بنسبة مساوية أو أكثر من 16.3% مع نسبة مطابقة من اللّايسين لأكثر من أو مساوية إلى 0.66% قد أنتج نسبة عالية معنويّة من البيض ذو الصّفارين مقارنةً بنسبة أقلّ من البروتين الخام و اللّايسين. وتجدر الإشارة إلىأنّ فرّوج اللّحم الذي يتغذّى على مستويات بروتين عالية كان لهوزن جسم أثقل والذي يدعم الإرتباط الموجب بين وزن الجسم وإنتاج البيض ذو الصفارين. مع ذلك لوحظ في الدّجاج البيّاض عدم وجود أي فروق معنويّة في إنتاج البيض ذو الصّفارين عند مقارنة تأثيرات الحبوب المختلفة (الشعير والحنطة والذّرة) ومصادر الدّهن المختلفة (دهن فول الصويا والصابون النّباتي المحمّض وشحم الخنزير)في العليقة وتأثيراتها على مواصفات البيضة. 

يمكن الإستنتاج ممّا سبق ذكره أنّ عمليّة الإنتخاب لوزن جسم عالي هو العامل الأوّلي لزيادة حالات إنتاج البيض ذو الصفارين في الطيور الدّاجنة على الرّغم من أنّالإنتخاب الخاصّ لخط دجاج اللكهورن التّجريبي لانتاج البيض قد نفذ بصورة ناجحة تماماً تقريباً (24% من إنتاج البيض ذو الصفارين). مع ذلك فإنّ التّقدّم في تربية الدّواجن كالحصول على النّضج المبكر والإدارة بما يتضمّن من برامج الإضاءة والتّغذية قد أصبحت من العوامل  المذهلة التي تؤثّر على إنتاج البيض ذو الصّفارين. ينصح بتقنين التّغذية  بنسبة تقريباً 50 %  من إستهلاك العلف اليومي من التّغذية الحرّة أوالمحافظة على 40-50% من وزن الجسم الحي في الطيور التي تتغذى على تغذية حرّة مع مستوى منخفض نسبي من البروتين الخام في العلف  لأقلّ من 16% للسيطرة على وزن الجسم الحي ولتسهيل موجة surge الحويصلات الصفراء الموظّفة في التّسلسل الهرمي للإباضة خصوصاً قبل وبحلول بداية وضع البيض. علاوة على ذلك فإنّ برامج الإضاءة يجب أن تكون مطبّقة بعناية خلال فترة التّربية لإنتاج البيض وتجنّب أي زيادة مفاجئة في طول اليوم  أو الشّدة الضوئية خصوصاً بحلول موعد النّقل إلى مسكن الدّجاج البياض. وإذا كان الغرض هو إنتاج البيض ذو الصفارين لتسويقه للأسواق التّجارية المتخصّصة أو للأغراض البحثيّة فإنّه يجب عمل العكس تماماً ممّا هو مذكور أعلاه. 

 

المصادر

Abplanalp, H., D. C. Lowry, and J. H. van Middelkoop. 1977. “Selection for Increased Incidence of Double-yolked Eggs in White Leghorn Chickens.” British Poultry Science 18 (5): 585–595.
van Middelkoop, J. H. 1978. “Types of Egg Produced in White Plymouth Rock Hens.” World’s Poultry Science Journal 34 (2): 69–80. 
Dunn, I. C., Y. W. Miao, A. Morris, M. N. Romanov, P. W. Wilson, and D. Waddington. 2004. “A Study of Association between Genetic Markers in Candidate Genes and Reproductive Traits in One Generation of A Commercial Broiler Breeder Hen Population.” Heredity 92 (2): 128–134. 
Lewis, P. D., R. Danisman, and R. M. Gous. 2010. “Photoperiods for Broiler Breeder Females during the Laying Period.” Poultry Science 89 (1): 108–114.
Klein, S. A. S., G. Y. Bédécarrats, and M. J. Zuidhof. 2018. “The Effect of Rearing Photoperiod on Broiler Breeder Reproductive Performance Depended on Body Weight.” Poultry Science 97 (9): 3286–3294
Gous, R. M., and P. Cherry. 2004. “Effects of Body Weight At, and Lighting Regimen and Growth Curve To, 20 Weeks on Laying Performance in Broiler Breeders.” British Poultry Science 45 (4): 445–452.
Mokarami, T., N. Hedayat Evrigh, and B. Navidshad. 2018. “Effects of Photoperiods during the Laying Period on Broiler Breeder Performance.” Iranian Journal of Applied Animal Science 8:505–510.
Spies, A. A. B., F. E. Robinson, R. A. Renema, J. J. R. Feddes, M. J. Zuidhof, and R. C. Fitzsimmons. 2000. “The Effects of Body Weight and Long Ahemeral Days on Early Production Parameters and Morphological Characteristics of Broiler Breeder Hens.” Poultry Science 79 (8): 1094–1100.
Lewis, P. D., G. C. Perry, and T. R. Morris. 1997. “Effects of Size and Timing of Photoperiod Increase on Age at First Egg and Subsequent Performance of Two Breeds of Laying Hen.” British Poultry Science 38 (2): 142–150.
Chmelnična, L., and L. Solčianska. 2007. “Egg Quality in Multi-deck Cage Technology System.” Polish Journal of Food and Nutrition Sciences 57: 77–79.
Christmas, R. B., and R. H. Harms. 1982. “Incidence of Double Yolked Eggs in the Initial Stages of Lay as Affected by Strain and Season of the Year.” Poultry Science 61: 1290–1292.
Vieaud, A., D. Gourichon, J.-L. Coville, B. Bed’hom, and M. Tixier-Boichard. 2010. “Is the ‘Double-yolked’ White Leghorn Line a Booroola’ Hen?” Poster presented at 9th World Congress on Genetics Applied to Livestock Production, Leipzig, Germany, August 1–6.
Salamon, A. 2015. “Maternal Investment – And Its Constraints – In the Egg of Domestic Waterfowl.” Ph. D. thesis. University College Dublin.
Álvarez, R., and P. M. Hocking. 2012. “Changes in Ovarian Function and Egg Production in Commercial Broiler Breeders through 40 Weeks of Lay.” British Poultry Science 53 (3): 386–393.

1312 زائر