طباعة

Ghassanعام آخر جديد....فلنتفاءل بالخير

عامٌ جديد.

ترى عن أي جديد يتكلمون؟

كلّما جرّبنا جديداً نترحّم على القديم.

وحيث أننّا نعمل لفراخنا ونقتات منها أخذت أتساءل – ببراءة الأطفال – هل تعي هذه الفراخ بما نتكبّده لأجل الحياة اللاّئقة لها؟

هنا تذكّرت صديقنا القديم الدكتور "منّوش قليل" العالم بلغة الحيوان فطلبت منه ملخّصاً عن حياة هذه الطيور من الخليج الى المحيط  وعمّا يمكن أن تفكّر وتحلم بالحصول عليه في العام الجديد.

وحينما قدّم لي الدكتور "منّوش قليل" تقريره الموجز من أهمّ ما طلبته منه، لم أتفاجأ كثيرا" لأنني كنت أتوقع بعضاً منه لكنّني تفاجأت عندما أفادني بأنّ الفراخ لا تخاف الموت.

بالنسبة للعام الجديد فهي لم تفهم حتّى معنى السّؤال. يمكن القول انّ هكذا سؤال كان سخيفاً.

كيف لا وأكثريتها الساحقة بل ربّما جميعها لن تعيش عاما" ليستقبل التالي. لكن السؤال الثاني كان  أكثر تحديداً وهو: هل تودّ معرفة مستقبلها القريب؟ وهل لها أمنيات خاصة؟

وكان الجواب المفاجىء – بكلّ بلاهة أو ربّما بتذاكي – ولماذا قد نهتّم لذلك فكلّنا نعرف أنّهم بدون سابق انذار يجمعوننا ويقدّمزننا ذبائح حلال الى آلهة هذا الكون؟

- ألا تخافون الموت؟

- ولماذا علينا الخوف؟ فنحن لا نموت بل أرواحنا ستحيا طيورا" أبدية تحلّق عاليا" بين النجوم.

وهنا بدأت ذاكرتي تأخذني الى دراسات وأبحاث متعدّدة عن الخوف قام بكتابتها علماء وأساتذة كبار يمكن  اختصارها بكلمتين: " الخوف يحكم العالم"

فلولا الخوف لما كان بامكان أي حاكم أن يحكم...أي ضابط أن يأمر...أي قاض أن يقرّر...

الخوف هو الّذي يحكمنا

الخوف من كلّ شيء تقريباً ما عدا الخوف من الله سبحانه تعالى الذي أخذ يتلاشى رويداً رويداً...

الخوف هو الذي يذّل الانسان فهو يفضّل العيش فقيرا" معدوما" وحتى عبدا" لمن يتحكّم به خوفاً من الموت...

ألا نرى ماذا يجري من حولنا وحوالينا؟

ألا نرى الاعدامات والتّعذيب وقطع الرؤوس؟

انّنا نحيا مع الخوف، نأكل مع الخوف، ننام مع الخوف...

فلنقلها بصراحة، الخوف يحكمنا من كبيرنا الى صغيرنا.

وهل يعقل ألاّ تخاف فراخنا؟

وتمنياتي المجنونة للعام القادم أن تكون فراخنا على حقّ وأن تحلّق أرواحنا في الفضاء اللاّمتناهي...

وربّما قد نحسدها على حياتها... فطعامها وشرابها ومبيتها كلّه مؤمّن... وأرواحها ستحلّق في الفضاء...

فلماذا وممّا عليها أن تخاف؟