مرض الثايليريا وتأثيره على إنتاجيّة حيوانات المزرعة  turkiSarakbi.125

:إعداد

د. صفوت كمال

 مصر

تصاب الماشية بكثير من الطّفيليات التي تتطفّل على كرات الدّم الحمراء، فتعطّل وظائفها أو تدمّرها محدّثة حالة مرضيّة ذات تأثير سيّئ على حالة الحيوان وإنتاجيّته وأهمّ هذه الطّفيليات في مصر من أنواع الجنس الثايليريا. وتؤدّي هذه الطّفيليات إلى خسائر اقتصاديّة تقدّر بملايين الجنيهات.

وينقل هذه الطفيليات نوع من مفصليات الأرجل تسمّى القراض وهذا طفيل خارجي يعتبر عائل وسيط، وهو يقضي فترة من حياته على جسم الحيوان ويتغذّى على دمه، فإذا تطفّل القراض على حيوانات مصابة بطفيليات الدّم، فإنذ هذا الطفيل ينتقل إلى القراض مع الدّم ويستكمل الطفيل دورة حياته داخل القراض. وعندما يتطفّل القراض المصاب على حيوان سليم فإنّه ينقل الطّفيل إلى دم الحيوان وبعد مدّة حضانة 1-3 أسبوع داخل جسم الحيوان، تبدأ ظهور أعراض المرض الحادّة مثل فقدان الشّهية وارتفاع شديد في درجة الحرارة ويؤدّي ذلك إلى نقص وزن الحيوان وقلّة إدرار اللّبن، والإجهاض في الأبقار العشار، وقد تنتهي الحالة الحادّة إلى النّفوق. وفي حالات مزمنة للمرض، تتضخّم الغدد اللّيمفاوية خاصةً في حالة الإصابة بطفيل الثيليريا، وكذلك الهزال والأنيميا واليرقان مع ضعف مقاومة الحيوان للأمراض الأخرى.

المسبّب المرضي

تعتبر ثايليريا بارفا وثايليريا انيولاتا المسبّب الرّئيسي لهذا المرض عند الأبقار بينما ثايليريا اوفز وثايليريا هيرساي هي المسبّب لمرض الثايليريا في الأغنام. ويعتبر القراد من نوع هيالوما هو النّاقل الرّئيسي لمرض الثايلريا.

طرق نقل العدوى

ينقل القراض هذا المرض للأبقار حيث يدخل الطور المعدي للطّفيل مع لعاب حشرة القراض أثناء عضّها للحيوان لامتصاص دمه ثم يدخل الخلايا اللّيمفاوية ليتحوّل إلى طور آخر، بعد مرور الطفيل بعدّة أطوار من النمو، يتكوّن في النّهاية ما يسمّى بالبيروبلازما في كرات الدّم الحمراء.

يصاب الحيوان نتيجة لتواجد القراض الحامل للمرض.

وفترة حضانة المرض هي 15 يوماً ويعتبر مرض الثيلاريا مرض غير عادي لأنّ الطفيل يتواجد في خلايا جهاز المناعة ويتكاثر فيها، هذه الخلايا هي المسؤولة عن الدّفاع عن الجسم، وبذلك يشلّ الطفيل الجهاز المناعي ويدمّره تماماً ممّا يؤدّي بطبيعة الحال إلى تواجد عدوى ثانويّة مصاحبة للمرض، تلك العدوى الثانوية إمّا أن تكون بسبب تواجد القراض، وإمّا تكون عدوى بكتيريّة أو فيروسيّة وعادةً ما يصاب الحيوان من جرّاء هذه العدوى بالتهابات شديدة في الجهاز التّنفسي تتحوّل إلى استسقاء رئوي كما تتحوّل إصابات الجهاز الهضمي إلى قروح في المعدة والأمعاء بسبب ضعف المناعة.

أعراض المرض

يمكن تقسيم الأعراض حسب شدّتها إلى أربعة أنواع هي:

1- الإصابات الحادّة:

التي تتميّز بالظّهور الفجائي للحمى الشّديدة وفقدان الشّهية للطّعام والخمول. ويمكن أن تستمرّ هذه الأعراض لفترة 5- 20 يوماً يعقبها ظهور إفرازات أنفيّة ومخاطيّة وتدميع العين والضّعف العام وهبوط الإنتاج ويلاحظ تضخّم الغدد اللّيمفاوية في مقدّمة الكتف مع تورّم الأجفان وتقرّح ملتحمة العين وفقر الدّم وقد يحدث إسهال دموي مع إصفرار الأغشية المخاطيّة للعين واحتوائها على بقع نزفيّة ومع حدوث الهزال الشّديد. وعند الفحص المجهري لشريحة دم مأخوذة من حيوان مصاب، يشاهد فيها انخفاض شديد في عدد الكريات الحمراء. ويحدث النّفوق خلال 8 – 15 يوماً من بدء الإصابة.

2- الإصابة الشّديدة جدّاً:

لم تلاحظ أعراض على الحيوان المصاب لكن النّفوق يحصل مبكراً في خلال 1-4 أيّام.

3- الإصابة البسيطة:

وتحدث حمى غير منتظمة مع فقدان الشّهية وهزال شديد وفقر الدّم واصفرار الأغشية المخاطيّة للعين. وتستمرّ هذه الأعراض لفترة 4 أيّام أو أكثر وقد تصل إلى شهرين. وقد تتحوّل الأعراض المرضيّة من حادّة إلى مزمنة.

التّشخيص

التّشخيص المؤكّد يعتمد على التّشخيص الميكروسكوبي للطفيل في الدّم حيث يمكن التّعرّف على الطّفيل في شرائح أفلام الدّم المصبوغة بصبغة جيمسا ويفضّل أن تكون العيّنات مأخوذة أثناء ذروة الإرتفاع في درجة الحرارة حيث تكون نسبة إصابة كرات الدم الحمراء في ذروتها، أمّا الحيوانات النّافقة فيتمّ أخذ أفلام على شرائح من تجويف القلب وارتشاحات الأنسجة الدّاخلية للكبد والطّحال والكلية والغدد اللّيمفاوية ويفضّل في جميع الأفلام أن تثبت بالكحول فوراً ويلاحظ عند التّشخيص أنّ بعض الحالات تكون مصابة بنوع أو أكثر من الطّفيليّات.

 

الصفة التّشريحية:

تضخّم الغدد اللّيمفاوية، تضخّم الكبد والطّحال ووجود بقع تنكرزيّة في الكليتين مع وجود تقرّحات في الأمعاء خاصّة في العجول.

الوقاية والعلاج:

للسيطرة على المرض ومنع انتشاره حتى لا يعدي المزيد من الحيوانات يجب أوّلاً إبادة القراد ويمكن مكافحة المرض عن طريق التّحصين وذلك بإضعاف طور الشيزونت وهو أحد أطوار نمو الطّفيل والذي يتكوّن داخل الخلايا اللّيمفاوية معمليّاً بزرعه على الخلايا النّسيجية ثمّ استخدامه لتحصين الحيوان المعرّض للعدوى ومن مزايا تلك الطّريقة إنّ هذا الشيزونت المستضعف لا يتحوّل إلى البيروبلازما وبالتّالي لا ينقله القراد ولا تتمّ دورة الحياة، يمكن أيضاً مكافحة المرض عن طريق العلاج خاصّةٍ في المناطق الموبوءة بالقراد ويستوطن فيها المرض عن طريق إعطاء البيوتليكس أو مركّبات التتراسيكلين عند تعرّض الحيوان للعدوى، أيضاً المكافحة عن طريق العلاج بالأدوية ويستخدم لذلك دواء البيوتليكس ومركّبات التتراسيكلين البارفاكون، الهالوفيوجينون البريماكين فوسفات وهناك خطوات عامّة لعلاج المرض وهي إعطاء محلول الملح في الوريد، إعطاء مقويّات عامّة وكبريتات الحديدوز وفيتامين ب المركّب وكذلك فيتامين ج، وإعطاء مسكّنات ومخفضات درجات الحرارة، ما ينصح بعمل حمام مائي للحيوان ويرشّ الحيوان بالماء البارد.

November 2024
S M T W T F S
27 28 29 30 31 1 2
3 4 5 6 7 8 9
10 11 12 13 14 15 16
17 18 19 20 21 22 23
24 25 26 27 28 29 30

4113 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع